يُعد نادي الشبيبة الرياضية الجيجلية (JSD) أحد أبرز أندية كرة القدم في منطقة جيجل والجزائر. يزخر تاريخه بالإنجازات الرياضية، وعصور المجد، وأوقات عصيبة. منذ تأسيسه عام 1936، رسّخ النادي مكانته كمؤسسة كروية جزائرية، بإرث عريق من المسابقات وتكوين لاعبين موهوبين.
تأسس نادي شبيبة جيجل لكرة القدم في 12 مارس 1936، في وقت كانت فيه الجزائر لا تزال تحت الاستعمار الفرنسي. كانت كرة القدم آنذاك تحت سيطرة الأندية الأوروبية، وظلت بعيدة المنال بالنسبة للاعبين المحليين. في مواجهة هذا الواقع، قررت مجموعة من شباب جيجل تأسيس ناديهم الخاص للنهوض بكرة القدم الجزائرية وترسيخ مكانتهم كفريق قادر على منافسة فرق الاستعمار.
منذ تأسيسه، تميز نادي شبيبة جيجل لكرة القدم على الصعيدين المحلي والإقليمي. وبفضل التزام لاعبيه وموهبتهم، حقق النادي سلسلة من النجاحات بسرعة:
1937-1936: بطل شعبة 3
1938-1937: بطل شعبة 2
1939-1938: بطل شعبة الأول
سمحت هذه الأداءات للنادي باكتساب الشهرة وأصبح لاعباً رئيسياً في منطقة جيجل.
بعد الحرب العالمية الثانية، في عامي 1946-1947، فاز نادي شبيبة جيجل ببطولة القسم الشرفي، في فئتي الكبار والصغار. وفي العام نفسه، وصل الفريق إلى نصف نهائي بطولة شمال إفريقيا، وهي مسابقة مرموقة جمعت أفضل الأندية من الجزائر والمغرب وتونس. أكد هذا الأداء الرائع صعود النادي إلى الصدارة.
ومع ذلك، في عام 1955، ومع اندلاع حرب التحرير الوطني، أوقف نادي شبيبة جيجل أنشطته الرياضية لدعم النضال من أجل الاستقلال. ومثل العديد من الأندية الجزائرية الأخرى، شارك لاعبوه وإداريوه بنشاط في القضية الوطنية، وأوقفوا كرة القدم من أجل هدف أسمى: تحرير البلاد.
مع استقلال الجزائر عام 1962 ، استأنف نادي شبيبة جيجل لكرة القدم نشاطه والتزم بإعادة بناء فريقه. ورغبةً منه في النهوض بكرة القدم في جيجل، ركزت إدارة النادي على تدريب واستقطاب المواهب الشابة. سرعان ما أثمرت جهود النادي:
1965-1966 : فاز نادي شبيبة جيجل لكرة القدم بلقب القسم الشرفي (المجموعة الشرقية) وصعد إلى القسم الوطني الثاني.
1968-1967: لأول مرة في تاريخه، صعد نادي شبيبة جيجل لكرة القدم إلى القسم الوطني الأول، لينضم إلى نخبة كرة القدم الجزائرية.
خلال هذه الفترة، رسّخ الفريق مكانته كفريق قوي، قادر على منافسة أكبر فرق البلاد. ساهم لاعبون بارزون، في صعود النادي إلى الصدارة ونجاحه في الدوري. شهدت سبعينيات القرن الماضي العصر الذهبي لنادي شبيبة جيجل، بأداء قوي في القسم الوطني الأول، وشهرة متزايدة على الساحة الوطنية. أصبح الفريق رمزًا للفخر لمدينة جيجل، حيث استقطب أعدادًا كبيرة من المشجعين المتحمسين الذين امتلأت مدرجاتهم في كل مباراة.
بعد عقود من الغياب، يعود نادي شبيبة جيجل تدريجيًا إلى قمة كرة القدم. بفضل قيادة طموحة ومشروع منظم، وضع النادي لنفسه هدف العودة إلى دوري الدرجة الأولى الجزائري، ليصبح من جديد قوة ضاربة في كرة القدم الجزائرية. في عام 2024،عاد شبيبة جيجل بنجاح إلى دوري الدرجة الثانية، مُمثلًا بذلك خطوةً أساسيةً في رحلة نهضته. ويصاحب هذه العودة مشروع تطوير يُركز على:
اليوم، يواصل نادي الشبيبة الرياضية الجيجلية سعيه لتحقيق طموحاته والاحتفاء بماضيه العريق. بدعم من آلاف المشجعين المخلصين، يُجسّد النادي أمل وفخر مدينة بأكملها. ويبقى النادي رمزًا تاريخيًا لكرة القدم في الجزائر، وستكون مواسمه القادمة حاسمة في كتابة فصل جديد من تاريخه.